الثلاثاء، 26 أبريل 2011

أطفال ,, لم يعيشوا الطفولة ..!







يقف هذا النسر على بعد امتار من وجبة هزيلة .. لا تسمن ولا تغني من جوع .. الأمر لا يستحق الانتظار .. دعه يفارق الحياة ويبقى جثة لا تعلم أن هناك من يستطيع أن يغنيها بأقل ما يملك ..
صورة يجسدها لنا هذا المصوّر المحترف .. الذي حازت صورته على اعجاب الجميع .. زاويتها معبّره .. رائعة .. تمتاز بأنها صورة تتكلم وتعبّر ولا يمر عليها المشاهد مرور الكرام ..
ولكن ..!!
كان ضحيتها الطفل .. وللأسف أننا لم نشاهد صورته بعد هذا المنظر من المصوّر ذاته .. ربما قد استمتع بمنظر هذا العظام المتهالك .. الذي ينحني نحو نفسه .. وتأول انحناءته تصوّرات كثيرة .. هل هي براءة يخفي بها نفسه عن ذلك النسر الجائع .. أم هل هو يبحث عن شيء في الأرض ليشبع به قليلاً من جوعه ولا يعلم بأنه يقف خلفه من يبحث عن سد الجوع به أيضًا ..؟
أتمنى أن يكون المصوّر قد التقط هذا الطفل الذي كان السبب الرئيسي في نجاحه .. ورد له الجميل ..


,,,,






تعبر الاقدام من جانب هذا الطفل .. وقد التحف بالهواء البارد فوق ذلك السرير الصلب .. يحتضن صندوقًا قد يمتلئ بما لا يكفي يومه .. يعيش البراءة بين اقدام المارّه .. ربما وجده مكانًا آمنًا .. وربما لم يكترث ؟! .. هو هنا ليبحث عن رزقه .. حتى وان اقتضى الأمر أن يخلد الى نوم عميق وصندوقه الصغير يحمل القليل من المال .. ربما لم يجد ما يكفيه لهذا اليوم فقرر ان يدع هذا الصندوق مفتوحًا في هذا الممر الضيق ليراه الجميع .. على أمل أن يصحى من احلامه التي قد يعيشها في غنى عن ما يعيشه الواقع .. ويجد في واقعه أن الصندوق قد امتلأ ..
ولكن ..!!
إن استيقظ ولم يجد ما يريد .. ماهو شعوره ؟!



,,,,






في صباح ذلك اليوم .. استيقضت تلك الطفلة .. لتمضي بين شوارع الحصار .. متحجبة وملتزمة بمبادئها .. الجميع ينظر اليها بقلب أبيض .. ويستمتع بنقاء هؤلاء الأطفال وبصفاء صدورهم .. ليبعث ذلك الإحساس جوًّا جميلاً في أنحاء الحياة ..
ولكن ..!!
القليل من ( العالم ) .. يضعون بينهم وبين براءة الأطفال حاجز من ( اسمنت ) .. ويوجهون الى صفاء هذه الدنيا ( رشاشاتهم ) .. ليقتلوا البراءة ..!!


,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق