يعود بي التفكير الى الوراء .. وانا اواصل التقدم الى قريتي .. الجميع يمرون من جانبي و " يصيحون " علي .. اصبحت في حالة سرحان عميقه .. " وائل بن حجر " .. مدرسة تعلمت فيها اول اربع سنوات .. تتلمذت على يد الاستاذ " حسين " .. كان يهتم بالخط أكثر من المنهج ولا زلت الى الآن اقابله ويقول لي : ( السلام عليكم اخبارك يا محمد كيف خطك ؟ ) .. لا زلت الى الآن استمتع بالخربشات بقلمي على " كشكول " .. تعود بي الايام الى اول يوم في الدراسة عندما دخلت الى المدرسة وبدأت في حياتي العلمية وكأنها بالأمس .. لا زلت اتذكر ترتيبات المدرسين للطلاب .. لا زلت اشعر بجلوس " احمد هادي " و " عبدالعزيز صالح " بجانبي .. عندما قام الاستاذ بالجلوس امامنا في " حوش " المدرسة .. وترتيبنا بشكل دائري بعد ذلك قام بتوزيع البساكيت .. يقول كل طالب اسمه ثم يرمي علي الاستاذ " سن توب + صحاري أو سفاري " .. عندما وصل الدور " لمحاكيكم " .. كان خاطري " مدقوق " ومعكرًا بهذه الاجواء الصباحية التي اعتدت على النوم فيها ومتابعة توم وجيري ومعاناة " الثعلب " في مطاردة النعامة " بيب بيب " ..
اتسائل ..!!
ما خرب البوري حق بيب بيب الى الحين ؟؟؟ .. ما قدر الثعلب يمسكها ؟؟؟ .. ساهر ما صوّر بيب بيب ؟؟؟ .. الثعلب ما طفش ؟؟؟ .. ما تعبت النعامة من السبرنتات ؟؟؟ ...
المهم ما علينا ..
سئلني الاستاذ بعد ان رمى إليّ " سن توب " : (تبغى صحاري ولا سفاري ؟) .. اجبت ببرائة يملأها " زعل " : (ما ابغى عندنا كرتون في البيت ) .. اجبرني الاستاذ ورمى علي " سفاري " سقط أمامي ولسان حاله يقول : ( ياخي احمد ربك ترا ماعاد فيه فسحه ) .. اصبح " السفاري " يتغنج بخصره لاغرائي .. همسة في اذنه : ( افلح مني هناك ) .. اخذه أحمد هادي وخبأه الى جانب " الصحاري " .. ربما كان محتارًا بين النوعين وبفضل الله ثم بفضل " خنفرتي " جمع الاثنين في جيب واحد .. انصرفنا للفصل الذي لا ازال الى الان اشم رائحته واعيش اجواءه .. الجميع يتسابق الى الطاولة الاولى .. والجميع يتسابق الى الطاولة الاخيرة .. انا اسير الى المنتصف بهدوء احمل " شنطتي " البنية .. وهي تتضور جوعًا الى كتبنا " المشّي حالك " ..
لا زال خاطري " مطنقر " .. دخلت المدرسة وانا اعرف الكتابة والقراءة .. كنت اتصفح كتاب القراءة وانا استحقر ذلك الذي فصّل لنا الحروف .. واقول في " خاطري " : ( طيب حافظين الحروف ليه يكتبونها لنا ) .. وعندما بدأنا في الدراسة بدأت أيقن أن الجميع لا يعرفون القراءة والكتابة ..!! استغربت الامر ولكني تعلمت ان اعود معهم من جديد لا شعوريًا .. لأصرخ .. زرع .. حصد .. واحفظ قصة الغراب والثعلب ..
أعود الى واقعي الذي انهى دراسته الجامعية .. ثم عاد الى اكمال الدراسة لاقناع الربيعة بأنه افضل من الفلبينيات .. وتنتقل ذاكرتي الى " عصريات " القرية .. عندما كنّا نتسلق " الحايب " .. ذلك الجبل الذي سكن شمال القرية .. قبل ان نسكن القرية .. عادت ذاكرتي الى تلك " الجروح " التي غرزناها على صخوره لنحفر بها ذكرى نعود اليها الآن ونراها لنهمس الى بعض ( تذكرون يوم كنا قاعدين هنا هذاك اليووووووووووووووووم ) .. ذلك البرّاد الاصفر الذي " حكر " لنا الشاهي .. تلك النظرات الى الجبال المجاورة .. التشبث اثناء الصعود خوف السقوط .. النزول بهدوء خشية " الزلق " .. ( ام اربعة واربعين ) وهي تشاركنا كل جلسة فوق الصخور .. اشارات التنبيه بيننا حذر الخطر .. الاستمتاع بهبوب الرياح وهي تمازحنا احيانًا بحفنات الغبار .. شجرة كريمة تشاركنا الى الآن بحطبها لنشعل النار .. نعود قبل أن تختبئ الشمس خلف " الحايب " الى عصر جديد .. ننتشر عند مغادرة " الحايب " في انحاء القرية .. الكل يذهب ليغسل نفسه ويتوضأ لصلاة المغرب .. اعيش تلك الساعات القليلة بعد صلاة المغرب الى صلاة العشاء ومن ثم اذهب الى النوم .. بينما اعود الى حاضرنا الآن وارى ( اخوي الصغير ساهر الى 12 ) .. اتفاجأ بأني وصلت الى " مفرق الديرة " .. ادخل الى القرية وكلي شوقًا لرؤوية تلك الآماكن التي عشتها وانا قادم في مخيلتي .. انظر الى بيوت الطين التي سكنها اجدادي واقف بجانبها .. يسكنها الظلام ويدخل اليها ضوء الشمس في خجل .. جدران شاخ بها الزمن وآخرى سقطت بعد ان فارقت روح المنزل .. يزورها الناس ليستمتع بتصوير " هلاكها " .. ونوافذها تحمل في اطرافها بقايا المطر .. وكأنها " جفن " لبيت الطين تملأه الدموع رأفة بحال نفسه .. يعيش داخلها الخوف بعد الأمان الذي كان يحيط بها ويسكنها في قديم الزمان من أجدادنا " رحمهم الله " .. اصبحت انظر الى تلك النافذة وأرى فيها رجلاً قديمًا " يتخايل " لي .. ينظر الى ابناءه وهم يدخلون من " باب " بيت الطين .. ولم يبقى منه الآن سوا " الزرفال " .. مصدر أمانهم .. خالجني اثناء تخيل المنظر " همّ " حطّم في صدري .. لأردد أبيات قصيدتي وهي تحاكي بيت الطين وتبكي على حاله .. وتشبه هلاك صدري بهلاكه .. قلت في الأبيات :
يا عوين صدري في غيابك ومقفاك
طالع وداعك قام يزعزع ركونه
ما كنّه الا بيت طينٍ في ذكراك
ماعاد منه غير هدّت حصونه
اصبح هزيلٍ وامتلى قاعه اشواك
ماعاد به صحبٍ تجرّوا يجونه
كلٍّ(ن) هجره وتسمعه بعد هجراك
ريح وصرير الباب وزفرة سكونه
تغدي النوافذ لأجل شوقك ولاماك
عيون بيتٍ .. وتشوشر جفونه
زرفال بابه في غيابك تحرّاك
البيت ضاق وسقفي يطلبك عونه
شف جدره اللي قد تصدع بفرقاك
ميّت وعيّوا الناس لا يدفنونه
,,
وبعد أن وقفت الى جانب بيت الطين .. خرجت من القرية وأنا احمل الهمّ من فراقها ومن هدوئها .. فارقتها بعيدًا وعدت إلى أبها .. دخلت البيت وقد استيقضت " الصالة " من سباتها العميق .. دخلت الى غرفتي والتحفت ببطانيتي وانتقلت الى نوم عميق بين احضان " أبها " ..
اتسائل ..!!
ما خرب البوري حق بيب بيب الى الحين ؟؟؟ .. ما قدر الثعلب يمسكها ؟؟؟ .. ساهر ما صوّر بيب بيب ؟؟؟ .. الثعلب ما طفش ؟؟؟ .. ما تعبت النعامة من السبرنتات ؟؟؟ ...
المهم ما علينا ..
سئلني الاستاذ بعد ان رمى إليّ " سن توب " : (تبغى صحاري ولا سفاري ؟) .. اجبت ببرائة يملأها " زعل " : (ما ابغى عندنا كرتون في البيت ) .. اجبرني الاستاذ ورمى علي " سفاري " سقط أمامي ولسان حاله يقول : ( ياخي احمد ربك ترا ماعاد فيه فسحه ) .. اصبح " السفاري " يتغنج بخصره لاغرائي .. همسة في اذنه : ( افلح مني هناك ) .. اخذه أحمد هادي وخبأه الى جانب " الصحاري " .. ربما كان محتارًا بين النوعين وبفضل الله ثم بفضل " خنفرتي " جمع الاثنين في جيب واحد .. انصرفنا للفصل الذي لا ازال الى الان اشم رائحته واعيش اجواءه .. الجميع يتسابق الى الطاولة الاولى .. والجميع يتسابق الى الطاولة الاخيرة .. انا اسير الى المنتصف بهدوء احمل " شنطتي " البنية .. وهي تتضور جوعًا الى كتبنا " المشّي حالك " ..
لا زال خاطري " مطنقر " .. دخلت المدرسة وانا اعرف الكتابة والقراءة .. كنت اتصفح كتاب القراءة وانا استحقر ذلك الذي فصّل لنا الحروف .. واقول في " خاطري " : ( طيب حافظين الحروف ليه يكتبونها لنا ) .. وعندما بدأنا في الدراسة بدأت أيقن أن الجميع لا يعرفون القراءة والكتابة ..!! استغربت الامر ولكني تعلمت ان اعود معهم من جديد لا شعوريًا .. لأصرخ .. زرع .. حصد .. واحفظ قصة الغراب والثعلب ..
أعود الى واقعي الذي انهى دراسته الجامعية .. ثم عاد الى اكمال الدراسة لاقناع الربيعة بأنه افضل من الفلبينيات .. وتنتقل ذاكرتي الى " عصريات " القرية .. عندما كنّا نتسلق " الحايب " .. ذلك الجبل الذي سكن شمال القرية .. قبل ان نسكن القرية .. عادت ذاكرتي الى تلك " الجروح " التي غرزناها على صخوره لنحفر بها ذكرى نعود اليها الآن ونراها لنهمس الى بعض ( تذكرون يوم كنا قاعدين هنا هذاك اليووووووووووووووووم ) .. ذلك البرّاد الاصفر الذي " حكر " لنا الشاهي .. تلك النظرات الى الجبال المجاورة .. التشبث اثناء الصعود خوف السقوط .. النزول بهدوء خشية " الزلق " .. ( ام اربعة واربعين ) وهي تشاركنا كل جلسة فوق الصخور .. اشارات التنبيه بيننا حذر الخطر .. الاستمتاع بهبوب الرياح وهي تمازحنا احيانًا بحفنات الغبار .. شجرة كريمة تشاركنا الى الآن بحطبها لنشعل النار .. نعود قبل أن تختبئ الشمس خلف " الحايب " الى عصر جديد .. ننتشر عند مغادرة " الحايب " في انحاء القرية .. الكل يذهب ليغسل نفسه ويتوضأ لصلاة المغرب .. اعيش تلك الساعات القليلة بعد صلاة المغرب الى صلاة العشاء ومن ثم اذهب الى النوم .. بينما اعود الى حاضرنا الآن وارى ( اخوي الصغير ساهر الى 12 ) .. اتفاجأ بأني وصلت الى " مفرق الديرة " .. ادخل الى القرية وكلي شوقًا لرؤوية تلك الآماكن التي عشتها وانا قادم في مخيلتي .. انظر الى بيوت الطين التي سكنها اجدادي واقف بجانبها .. يسكنها الظلام ويدخل اليها ضوء الشمس في خجل .. جدران شاخ بها الزمن وآخرى سقطت بعد ان فارقت روح المنزل .. يزورها الناس ليستمتع بتصوير " هلاكها " .. ونوافذها تحمل في اطرافها بقايا المطر .. وكأنها " جفن " لبيت الطين تملأه الدموع رأفة بحال نفسه .. يعيش داخلها الخوف بعد الأمان الذي كان يحيط بها ويسكنها في قديم الزمان من أجدادنا " رحمهم الله " .. اصبحت انظر الى تلك النافذة وأرى فيها رجلاً قديمًا " يتخايل " لي .. ينظر الى ابناءه وهم يدخلون من " باب " بيت الطين .. ولم يبقى منه الآن سوا " الزرفال " .. مصدر أمانهم .. خالجني اثناء تخيل المنظر " همّ " حطّم في صدري .. لأردد أبيات قصيدتي وهي تحاكي بيت الطين وتبكي على حاله .. وتشبه هلاك صدري بهلاكه .. قلت في الأبيات :
يا عوين صدري في غيابك ومقفاك
طالع وداعك قام يزعزع ركونه
ما كنّه الا بيت طينٍ في ذكراك
ماعاد منه غير هدّت حصونه
اصبح هزيلٍ وامتلى قاعه اشواك
ماعاد به صحبٍ تجرّوا يجونه
كلٍّ(ن) هجره وتسمعه بعد هجراك
ريح وصرير الباب وزفرة سكونه
تغدي النوافذ لأجل شوقك ولاماك
عيون بيتٍ .. وتشوشر جفونه
زرفال بابه في غيابك تحرّاك
البيت ضاق وسقفي يطلبك عونه
شف جدره اللي قد تصدع بفرقاك
ميّت وعيّوا الناس لا يدفنونه
,,
وبعد أن وقفت الى جانب بيت الطين .. خرجت من القرية وأنا احمل الهمّ من فراقها ومن هدوئها .. فارقتها بعيدًا وعدت إلى أبها .. دخلت البيت وقد استيقضت " الصالة " من سباتها العميق .. دخلت الى غرفتي والتحفت ببطانيتي وانتقلت الى نوم عميق بين احضان " أبها " ..