الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

سيرة " منهج " ..!



تحت مفهوم .. لى صرت جمّال .. واعد عشره .. اعود الى البيت واجلس جلسة هدوء مع ملفي الأخضر .. وهو يحمل بداخله تلك الشهادات التي حملتني على اكتافها .. وتلك المناهج التي انجزتها لأخرج بقرأ - كتب - .. ولأشعر بأني لو اعتمدت عليها فقط لانتهت فترة دراستي في الثانوي والمتوسط والابتدائي .. بثقافة لا تتجاوز ( 5 ضرب 1 = قسم الشرطة ) .. اجلس مع ملفي جلسة " مصارحه " .. ادفعه من كتفه دفعة " واحد يمون " .. واقول له : يلـعن شكلك ياخي ما استفدت منك شيء وجاي الحين تبغى تخرجني عالم ..!!! , ثم يبتسم الي ويستدير بوجهه ويقول : ياخي ادرس تجيك وظيفة وتتزوج وترتاح ..
عندها ايقنت ان الهدف هو الوظيفة وليس العلم .. بدأت أشعر ان 12 سنة درستها في مواد اللغة العربية لم تعزز موهبتي أبدًا .. كان مدرس التعبير يجعلنا نعبر عن ( عطلة الصيف ) .. ثم الحصة التي تتلوها يجعلنا نعبر عن ( ماذا فعلت في الصيف ) .. ثم الاسبوع اللذي يليه يجعلنا نعبر عن ( وش سويت في عطلة الصيف ) .. ثم الاسبوع الاخر عن ( اجازة الصيف ) والذي يليه عن ( عطلة نهاية العام ) وهكذا .. ذهبت مواهبنا في التعبير عن راحتنا بترك المدرسة .. كنت اتمنى ان يدخل الينا يومًا من الأيام ويقول : ( كل واحد يعبر عن شيء بداخله ) .. هنا قد نجد التعبير الحقيقي لكل طالب .. حتى اصبح الطلاب يأخذون دفتر طالب " مصري " وينقلون تعبيره قبل بداية الحصة بدقائق .. ومدرسنا " سيبويه " الذي يحمل ذلك العلم الكبير في نظرنا يقرأ جميع الدفاتر ولا يشك في أن هذه التعابير جميعها متشابهه .. اعود الى ملفي وأسئلة ماذا عن مواد  " الادب والنصوص " .. عندما اقرأها الآن استغرب من الذي وضع لنا تلك القصائد وكأنه لا يوجد سوا " 4 شعراء " على مر الزمن .. حتى كرهت الفصحى .. اتساءل الآن لماذا يجب علي حفظ النص بدلاً من فهمه ودراسة عروضه .. لماذا لا يدرس الطالب حينها تلك الابيات ليحاول " تقطيع " تفعيلاتها ومعرفة ماهو الوزن وماهي القافية وكيف تبنى القصيدة ..

إذًا : للأسف هنا قد تحدّثت لكم عمّا حصل خلال ال " 12 " سنة من دراسة ( الأدب العربي ) بدون اختزال ..!